هل يمكن أن تعيش في بيت بجدران دون تقسيم لغرفه ومساحته الداخلية؟ فأنت بحاجة لمتخصص في فن التصميم الداخلي، الأمر مشابه حينما يتم بناء مدرسة أو جامعة أو مشفى أو حتى مبنى إداري، فالهندسة المعمارية تنطوي على الاهتمام بكافة تفاصيل البناية، وفن التصميم الداخلي جزء أساسي من هذه التفاصيل التي تجعل هذه البناية أكثر تنظيمًا وجمالًا من الداخل.
ما هو فن التصميم الداخلي؟
فن التصميم الداخلي أو العمارة الداخلية (Interior Design) واحد من العلوم المعمارية الحديثة التي ظهرت للتعامل مع الحاجات المتطورة في تصميم المباني من الداخل خاصة مع التطور المعماري والهندسي في البناء، بالإضافة إلى تطور أذواق ومتطلبات كل شخص في مسكنه أو البناء الذي يقوم بإنشائه.
يقصد بالتصميم الداخلي أنه تصميم وتخطيط المساحات الداخلية للبناية من أجل إضافة لمسة جمالية لهذا المساحات، واستغلال الفراغات الداخلية في تلبية رغبات الأشخاص النفسية والجمالية وجعلهم أكثر سعادة وتقبل لتصميم المبنى، على الرغم من أن فن التصميم الداخلي يقوم أساسًا على تحقيق اللمسة الجمالية والتوزيع المريح للمساحات بحيث تلبي الحاجة منها؛ إلا أنه يهتم بدقة سلامة المبنى، حيث يهتم فن الديكور الداخلي بتعزيز سلامة المبنى من الداخل من خلال الالتزام بالمعايير الأساسية لسلامة المباني وأمانها.
ولا يقتصر فن الديكور الداخلي على الجانب التقني فقط في التخطيط وتنظيم المساحات؛ بل إنه أيضًا يهتم بالجوانب التخطيطية والجمالية في وقت واحد، لذا يعتبر هذا المجال من أكثر مجالات الهندسة المعمارية دقة وأهمية سواء في البنايات السكنية أو التجارية أو الترفيهية وغيرها.
بدايات فن التصميم الداخلي
على الرغم من أن تخصص الهندسة المعمارية واحد من أقدم تخصصات الهندسة في التاريخ البشري، إلا أن هذا التخصص الدقيق في الديكور أو الزخرفة الداخلية ظهر حديثًا في منتصف القرن العشرين، حيث ظهر مع بدايات الازدهار الحضاري والإنشائي الذي شهدته الدول وبخاصة الدول الصناعية.
لم يُعرف مصطلح التصميم الداخلي إلا في نهاية القرن العشرين حيث ظل كجزء أساسي من مهام الهندسة المعمارية حتى أدت الحاجة الملحة لهذا التخصص لجعله فن منفصل بذاته له أساسيات وقواعد، وله متخصصين به، بالإضافة إلى برامج ودروات متخصصة في فن التصميم الداخلي والديكور.
أهمية فن التصميم الداخلي
تعتبر مهنة المصمم الداخلي من الوظائف الهامة التي تعتمد ليس فقط على الدراسة أو مهارة توزيع المساحات والألوان، بل أيضًا على الذوق الفني في مزج المساحات والألوان، والاستفادة من الفراغات في رسم لوحة فنية متكاملة تساعد في إرضاء العميل أو الزائر للمبنى، لذا يعتبر هذا النوع من هندسة الديكور من أرقى وأهم تصميمات العمارة الهندسية وذلك لعدة اعتبارات يقوم المصمم الداخلي بتلبيتها، ومنها:
- معرفة احتياجات ورغبات العميل قبل البدء في التخطيط أو التصميم.
- عمل تخيل شامل للشكل العام للمبنى من الداخل ليعطي صورة متكاملة الأركان.
- تصميم وتخطيط المساحات الداخلية في المبنى بحيث كل مساحة تلبي حاجة من حاجات العميل سواء في توزيع الغرف أو المهام أو الأثاث والديكور.
- تقديم تصور نهائي للعميل قبل البدء في التنفيذ لتجنب حدوث خلاف في الرأي أو اعتراض بعد البدء في العمل.
- مساعدة العميل في اختيار الألوان التي تناسب ذوقه وشخصيته.
- مراعاة التوازن ووجود تناسق بين الألوان والمساحات، وتقسيم الفراغات الداخلية.
- اختيار أنواع إضاءة تناسب توزيع الألوان والأثاث واستخدام تحف أو قطع ديكور مميزة.
أساسيات فن التصميم الداخلي
إذا كنت متخصص في هذا المجال فأنت بالطبع تدرك هذه القواعد الأساسية قبل البدء في وضع تصميم داخلي لأي مبنى سواء سكني أو تجاري أو غيره، وفي نفس الوقت إذا كنت تبحث عن معلومات مساعدة لك في الديكور الداخلي فبداية لابد أن تعرف هذه الأساسيات التي تشتمل على:
البساطة
يقوم فن الديكور في مجمله على استغلال كافة المساحات والفراغات لإعطاء توزيع لكل مساحة بحيث تصبح ذات فائدة في إعطاء المظهر العام للديكور، والأهم هو أن يقوم هذا التصميم على البساطة والتخلص من جميع الأشياء المعقدة، حتى لو كان الطراز كلاسيكي قديم لابد أن يكون بسيط يعطي راحة للعين والنفس.
التناسق
يعد إيجاد تناسق وتوازن بين جميع محتويات المنزل أو المكان من المعادلات الصعبة التي تحتاج إلى تصميم وتخيل واسع للوصول إلى تركيبة متناسقة الألوان والأحجام، لذا من المهم أن تبحث عن تناغم الألوان والمساحات والأثاث وقطع الديكور المختلفة لتبتعد عن اللاتناسق.
إضفاء شخصية العميل
بيتك هو مسكنك ومثواك المريح الذي تبحث فيه عن الهدوء والراحة وفي نفس الوقت عن الذوق الرفيع، لذا تحاول جاهدًا أن تكون كل قطعة به تشعرك بنفسك وبثقتك بذاتك، لذا من النقاط المهمة التي يجب أن يراعيها المصمم الداخلي أن يضفي شخصية صاحب المكان على كل قطعة به، حتى يشعر بأنه تمثله وتشعره بالراحة ويتقبلها.
وحدة التصميم
من المهم لك كمتخصص في فن الديكور الداخلي أن تكون لديك القدرة على تنظيم عناصر الديكور الداخلي في البيت وتكوينها في صورة متناسقة بحيث يكون لديك إمكانية على الربط بين هذه العناصر دون طغيان لعنصر على الآخر، فيشعر الشخص المشاهد للوهلة الأولى بوحدة في التصميم.
ويقصد هنا بوحدة التصميم أن يتم توحيد جميع مكونات البناء الداخلي ويشتمل على:
- التجانس المكاني
- التجانس اللوني
- التجانس الشكلي
- التجانس ف الأحجام
أساسيات فن الديكور الداخلي
العمل في مجال الديكور الداخلي يتطلب منك جيدًا أن تكون على دراية تامة بجميع برامج التصميم وعمل المخططات الداخلية لتصميم البنايات باختلاف أنواعها، لذا فعليك أن تكون مدرك تمامًا أن تسخر كافة مهاراتك لتلبي رغبات العملاء من تناسق وتوزان واستغلال للمساحات لإخراج المكان في لوحة فنية متوازنة العناصر، لذا من المهم أن تراعي أساسيات تنفيذ الديكور الداخلي وأهمها:
الجرأة في اختيار الألوان
الألوان تشير إلى شخصية المكان وصاحبه، لذا تعتبر من أهم العناصر المكونة لنجاح التصميم الداخلي لأي مكان، فهي تشير إلى مدى تنظيم المكان ورقيه وثقافة وشخصية صاحبه، وقد يستدل بعض الأشخاص من ألوان المنازل أو المطاعم أو الشركات وغيرها على طبيعة الذوق العام لصاحب المكان.
لكن لا يكفيك فقط كمصمم داخلي أن تنسق الألوان وفقًا لتجانسها، بل يتطلب ذلك أن يكون لديك قراءة نفسية لمغزى كل لون، وإلام يشير، وهل يتناسب مع شخصية المكان وذوق صاحبه، كما يتطلب ذلك دراسة متعمقة في علم الألوان كعلم متخصص للتمييز بين أنواعها واستخدامات كل منها، الأهم إليك هو إضفاء ألوان تناسب المكان وتميز بين الألوان الفرعية والأساسية، وإليك هذه الأساسيات في طرق استخدام الألوان:
توزيع الألوان
هنا يكون الاعتماد الأساسي على اختيار لون أساسي لطلاء المكان ككل، وبناءً عليه يتم توزيع ألوان فرعية تتناسب مع اللون الرئيسي، من المهم أن يكون طلاء الألوان وتوزيعها متناسب بين جميع العناصر من أثاث وفرش وحائط وأرضية وغيرها من مكونات المكان، بالتالي عليك باختيار لون رئيسي مثلًا لطلاء السقف ثم اختيار ألوان فرعية لألوان الحائط والإطارات الجبسية، ويكون التصميم النهائي مكتملًا عند فرش المكان بألوان مناسبة مع اللون الأساسي.
التناغم الثلاثي
استخدامك لأسلوب التناغم الثلاثي يتطلب أمرين: الأول أن تكون لديك جرأة لمزج ثلاثة ألوان جريئة في مكان واحد، والثاني هو شخصية صاحب المكان وإذا كان هذا الأسلوب يناسبه أم لا، وتحتاج هذه الطريقة إلى رسم مثلث يضم ثلاثة ألوان سيتم تنفيذها في المكان وليكن مثلًا (الرمادي والأزرق والأخضر).
ألوان متباينة
هو الأسلوب الأجرأ والأكثر حداثة وخروج عن النمطية، حيث يتطلب ذلك استخدام ألوان ليس لها علاقة ببعضها البعض، فيشعر الشخص للوهلة الأولى بأنها لا تتجانس، ولكنها في الوقت ذاته تعطي صورة متكاملة عند مزجهم معًا في حائط أو سقف وحائط أو طلاء ومفارش وأثاث، ومن أشهر طرق استخدام الألوان المتباينة في فن التصميم الداخلي:
استخدام الألوان المتممة
توجد قائمة ما يعرف بالألوان المتقابلة أو المتضادة، وهي ألوان لا تتداخل في بعضها، ولكنها تتناقض معها، مثل الأحمر والأخضر، فيمكن استخدام اللونين في حائط أو توزيعها بين الحائط والسقف، ويمكن استخدام ألوان أخرى تتمم هذه الألوان من الألوان المتممة لها، فمثلًا يمكن استخدام اللون الرمادي مع اللون الأحمر واللون البرتقالي مع اللون الأخضر.
استخدام الألوان المتممة المنشطرة
ويقصد بهذا الأسلوب اختيار لون أساسي للمكان وليكن مثلًا الأخضر، واختيار ألوان مجاورة لهذا اللون من الألوان المجاورة للألوان المتممة له أو المنشطرة عنها، فمثلًا يمكن استخدام اللونين الأحمر والأزرق كلونين مجاورين للون الأحمر.
التدرج الهرمي
إذا كان عميلك من محبي الأسلوب التقليدي في توزيع الألوان فعليك بهذه الطريقة القائمة على توزيع الألوان هرميًا، بمعنى اختيار ألوان متدرجة تعطي تناسق كبير، وهذه الطريقة محببة للأشخاص الهادئين وليس للشخصيات أو الأذواق الجريئة، فمثلًا اختيار اللون القرمزي وتدرجاته من الألوان مثل اللون الوردي والبنفسجي والأحمر وهكذا.
التوازن
التوازن في فن التصميم الداخلي هو السهل الممتنع، فليس من السهل أن يعطي تصميم المنزل أو المكان صورة إيجابية للتنظيم، أو يعكس توازن المساحات أو الألوان أو العناصر به، لأنه من الصعب أن يحصل المصمم الداخلي على مكان تم بنائه من البداية كما يريد، وهنا يكون الفرق بين مصمم بارع قادر على الاستفادة من كل المساحات والفراغات وعمل توازن بينها، وبين آخر مضطر للتعامل مع الأمر كما هو، يمكن التمييز بين نوعين من التوازن في تصميم وتنظيم المساحات الداخلية وهما:
التوازن المتماثل
هي الطريقة التقليدية في التصميم الداخلي التي يتم تنفيذها مع العملاء الراغبين في توزيع كل شيء بالتساوي دون الرغبة في عمل تصميم مبتكر أو غير تقليدي، حيث يتم توزيع الغرف والمساحات بالتساوي، فمثلًا يتم تقسيم غرفة المعيشة إلى نصفين متماثلين، وبالمثل في توزيع الأثاث أو الألوان والجدران، بالتالي هذه الطريقة تعتمد على استخدام ألوان متماثلة أو متدرجة في مكان واحد، واستخدام قطع ديكور متماثلة الحجم واللون في المكان، وكذلك في المفارش والجدران وغيرها من عناصر التكوين الداخلي.
التوازن غير المتماثل
وهي الطريقة الأكثر جرأة في فن التصميم الداخلي، حيث يبحث كلًا من المصمم والعميل على تصميم مبتكر لمنزله أو المكان الذي يتم تصميمه، بحيث يتم استخدام كافة عناصر ومكونات الديكور الداخلي في عمل صورة جديدة ونشيطة في المكان توحي بشخصيته وشخصية قاطنه.
يعتمد هذا الأسلوب على استخدام قطع وعناصر متفاوتة الحجم والألوان والشكل في المكان الواحد، وهنا الاعتماد الأساسي يكون الوزن البصري للألوان والقطع في إحداث التوازن مع اختلاف شكل وأحجام والوان عناصر التكوين.
فمثلًا الوزن البصري يختلف باختلاف ملمس القطعة ولونها، فمثلًا استخدام ستارة من الستان ذات وزن بصري ثقيل مع نافذه من الزجاج الأبيض الشفاف ذات وزن بصري أخف، أو استخدام الألوان الدافئة مثل (الأحمر- البنفسجي- البرتقالي) ذات وزن بصري ثقيل مع الألوان الباردة مثل الأخضر والأزرق بكميات أكبر.
وبالتالي يحدث توازن بصري ولكنه غير تقليدي يكون حالة من الابتكار والتخلص من الملل والرتابة في التوازن المتماثل، وفي نفس الوقت يشير إلى ذوق عالي وراقي بأقل التكاليف والعناصر.
الإضاءة
إذا كنت تريد أن تبدع في فنون التصميم الداخلي والديكور فأنت لديك خيط مهم يمكنك أن تكمل به جمال اللوحة الفنية التي بيدك، الأمر هو قدرتك على الاستفادة من توزيع الإضاءة بالمكان، حيث تضفى الإضاءة معالم وملامح شخصيات قاطني المكان، بالإضافة إلى الذوق والرقي في توزيع عناصر الإضاءة بالمبنى.
توجد أنواع من الإضاءة منها الإضاءة الأساسية والموجهة والمزاجية والإضاءات المهمة، ومن أهم طرق استخدام الإضاءة في فن التصميم الداخلي:
الإضاءة الوظيفية
هي إضاءة المكان بحسب وظيفته، بمعنى آخر قد تختلف إضاءة غرفة المعيشة عن إضاءة غرفة النوم، وقد تختلف إضاءة المنزل عن الشركة أو مطعم أو مشفى، لذا فطبيعة الإضاءة هنا تتطلب معرفة طبيعة المكان، فيمكن استخدام إضاءة هادئة في غرف النوم، في حين لا يمكن استخدام هذه الإضاءة في غرف المعيشة أو مكاتب العمل وهكذا.
الإضاءة الدافئة
وهي إضاءة خاصة بإضفاء شاعرية أو جو هادئ للمكان، وغالبًا ما تكون هذه الإضاءة عبارة عن لمبات صغيرة أو مصابيح خافتة الضوء، بالإضافة إلى مصابيح الطاولات والشموع، بالإضافة إلى أنها تكون إضاءة متقلبة الألوان بحيث يتم اختيار اللون المرغوب فيه، ولا يقتصر دورها فقط على إضافة جو رومانسي أو شاعري، بل تساعد أيضًا في دعم توزيع الإضاءة الوظيفية في المكان.
الإضاءة الموجهة
تستخدم الإضاءة الموجهة في إنارة جزء محدد في غرفة أو في المكان فمثلًا قد يستخدم لإضاءة جزء محدد في غرفة المعيشة مخصص للقراءة، أو للتطريز أو للقيام بعمل يتطلب إضاءة قوية، لذا يعتمد هذا الأسلوب على إبراز الاختلاف الكبير بين الظلام والنور لإعطاء ملمح جمالي، ويستخدم فيه مصابيح المكتب والمصابيح المركزة ومصابيح الطاولة المركزة.
الإضاءة المنتشرة
وهي إضاءة الغرفة ككل أو الاعتماد على لمبات ذات إضاءة منتشرة في أكبر مكان ممكن، ولكنها في الوقت ذاته تضفى جو من الهدوء والدفء معتمدة على نشر إضاءة خافتة من مصادر قوية للضوء مثل اللمبات ذات الأغطية الملونة أو البيضاء، وتكون هذه الأغطية شفافة تساعد على بث ضوء شبه خافت من المصابيح.
قطع الديكور
هي الملمس الأخير من أساسيات التصميم الداخلي وفي الوقت ذاته هي الأسلوب الأكثر إبرازًا لإكمال اللوحة الفنية التي ابتكرها المصمم الداخلي للمبنى، حيث يبدأ في إطلاق عنانة لاختيار قطع بسيطة أو مركبة من التحف والمفارش والورود واللوحات وغيرها من مكملات الديكور لتكتمل معالم تصميمه.
وعلى الرغم من أن الأمر يبدو بسيطًا في توزيع هذه القطع، إلا أنها تحتاج إلى الكثير من العوامل منها التوازن في الألوان والتدرج في اكتمال الصورة العامة، وتوزيع قطع الأثاث بما يناسب المساحات، بالإضافة إلى مراعاة الوزن البصري لكل قطعة وتناسقها مع بعضها البعض.
الإبداع في تكوين مناطق تخزين
من النقاط المهمة التي تبرز مهاراتك كمصمم داخلي هو قدرتك على تكوين مناطق تخزين دون المساس بالمساحات الموجودة، بمعنى أن يجد العميل في بيته أماكن لتخزين الأشياء القديمة أو الذكريات أو غير المستخدمة حاليًا دون أن تطغى على الشكل أو تؤثر على مساحة المنزل، فيمكن مثلًا عمل أرفف خشبية مرتفعة لتخزين الكتب والأوراق في غرف المعيشة، أو تقسيم سقف الغرفة إلى نصفين بحيث يصبح الجزء العلوي كمكان للتخزين.
الفرق بين فن التصميم الداخلي وهندسة الديكور
لا يمكن القول بأن كلاهما منفصلان عن بعضهما، فالتصميم الداخلي تخصص دقيق من تخصصات هندسة الديكور، حيث يهتم بالتصميم الداخلي للفراغات والمساحات المختلفة بحيث يتم إضافة لمسة جمالية وإبداعية للمكان، وفي نفس الوقت الحفاظ على سلامة المبنى وأمانه.
أما هندسة الديكور فهي تهتم بكافة الأمور المتعلقة بتصميم المبنى بما فيها فن التصميم الداخلي المعني بدعم الناحية النفسية والوظيفية للمساحات، في حين يهتم مهندس الديكور بإبراز الجانب البصري للمكان ككل بداية من تخطيط الغرف وتوزيع الجدران وأشكال الأسقف وغيرها.
إذن الأمر ليس معقد ففن التصميم الداخلي جزء أساسي من هندسة الديكور لذا يسمى في بعض الدول باسم فن الديكور الداخلي، ولكنه يتطلب دراسة خاصة بأوراق اعتماد لمزاولة هذه المهنة، بالإضافة إلى أن طبيعة عمل كلًا منها تبدأ منذ وضع اللبنات الأولى في تشييد المبنى بالتعاون مع الهندسة المعمارية والفنيين والحرفيين.
تخصصات فن الديكور الداخلي
مع توغل تخصص التصميم الداخلي في الكثير من المجالات والتخصصات أصبح هذا التخصص من أهم المجالات المطلوبة، حيث لا يمكن للمهندس المعماري وحده أو مهندس الديكور إخراج المنزل أو المبنى كما يريد العميل، لأن الأمر يحتاج إلى حس فني وتعمق في توزيع المساحات والألوان والأثاث والإضاءة وغيرها من عناصر التكوين، ومن أهم تخصصات التصميم الداخلي:
المنازل السكنية
تعتبر من أكثر المباني طلبًا للمصمم الداخلي لتوزيع المساحات الداخلية التي تم إنشائها، حيث يبدأ عمله منذ اللحظة الأولى لتصميم المنزل أو الشقة السكنية، يتعاون مع المهندس المعماري والفنيين والحرفيين لإخراج التصميم كما يريد لتلبية رغبة العميل أو صاحب المنزل.
المباني التجارية
من الصعب أن يقوم المهندس المعماري بتلبية صاحب المبنى التجاري وتصميم المساحات الداخلية واستغلالها لأداء وظيفة ما، وهنا يقوم المصمم المعماري بدوره في توزيع هذه المساحات وتنسيقها وعمل توازن بين الديكور بها وبين وظيفة كل مكان بالمبنى، ومن أهم هذه التخصصات التجارية:
- تصميم المستشفيات ومراكز الأطباء.
- المحال التجارية ومراكز التسوق.
- المدارس وحضانات الأطفال.
- المكاتب والشركات.
- المجمعات الترفيهية
- الفنادق والمعارض والمتاحف.
متطلبات ومؤهلات العمل كمصمم داخلي
أصبح فن التصميم الداخلي تخصص دقيق تهتم به الجامعات كمجال دراسة للعديد من الطلاب الراغبين في تطويع مهاراتهم في الديكور الداخلي، حيث يعتبر تخصص التصميم الداخلي واحد من تخصصات الفنون التشكيلية في كلية الفنون الجميلة أو هندسة الديكور
أولًا المؤهلات العلمية للمصمم الداخلي
يدرس الطالب في الجامعة لمدة أربعة سنوات حتى يحصل على درجة البكالوريوس، حيث يلتحق الطالب بكلية الفنون الجميلة ثم يختار الدراسة بقسم الديكور ويتخصص في التصميم الداخلي أو العمارة الداخلية، كما يمكن الالتحاق بدورة متخصصة في فن التصميم الداخلي بعدد ساعات أقل بنظام الساعات المعتمدة، وتختلف حاجة الشخص لترخيص مزاولة مهنة مصمم داخلي من دولة لأخرى، ففي بعض الدول قد لا يحتاج الشخص إلى هذه الرخصة لبدء العمل كمصمم ديكور داخلي.
ثانيًا السمات الشخصية للمصمم الداخلي
هناك بعض السمات الشخصية التي يجب أن يتمتع بها من يقوم بمهمة التصميم الداخلي منها:
الابتكار والإبداع
إذا كنت مصمم داخلي ناجح فأنت مؤكد تمتلك مهارة الإبداع التي تجعلك تصاميمك مميزة وفريدة، فالأمر أشبه بفنان تشكيلي أو رسام يبدع ليخرج لوحته الفنية في أزهى صورة، لذا لابد أن تكون مخيلتك واسع لتستطيع أن تتعامل مع كل الخيارات من منظور أبعد من أي شخص آخر.
الذوق الفني
هي قدرتك على توزيع عناصر التصميم، من مساحات وألوان وإضاءة ومفروشات وأثاث وتحف بحيث في النهاية تكون تصميم مميز، فالأمر يحتاج إلى إبداع وحس فني ومهارة في الوقت ذاته.
القدرة على التواصل
بناء العلاقات في هذا المجال أمر مهم للغاية لك، فأنت لن تخرج عملك بمفردك، بل يمكنك بمهارات تواصل جيدة وعلاقات مرضية وقوية مع المهندس المعماري والحرفيين والفنيين أن تساعد نفسك على إرضاء العملاء وتحقيق رغباتهم، كما أن قدرتك على التواصل الجيد مع العملاء يساعدك على عمل سمعة طيبة للحصول على فرص عمل أكثر في ظل المنافسة الشرسة في هذا المجال.
التحلي بمهارات العمل
وأهمها مهارة الرسم على برامج الرسم بالكمبيوتر، ورسم المخططات والنماذج، بالإضافة إلى مهارة مزج الألوان وتوزيعها، ومعرفة أنواع الإضاءة والألوان والخشب والأقمشة. كما أنك لابد أن تمتلك مهارة الإقناع والقيادة لفريق العمل ومهارات الحديث والانصات الجيد واحترام المواعيد والاهتمام بالتفاصيل مهما كانت صغيرة.
نهايًة العمل في مجال التصميم الداخلي هو مهنة لا يمكن مزاولتها بدون مهارة وحس فني وقدرة على الإبداع في تكوين وتجميع عناصر التصميم، الأمر يبدو سهلًا عند قراءته، ولكن لا يمكن لأي شخص أن يصبح مصمم داخلي ناجح ويكسب ثقة عملاءه دون هذه المهارات، مع الالتزام بأساسيات التخصص والعمل.