إن كنت مقبل على دراسة تخصص التصميم الداخلي وتشعر بالقلق على مستقبلك المهني في عالم الديكور، اعلم أنك بحاجة ملحة لقراءة هذا الموضوع لأننا من خلاله سنوضح لك جميع مجالات التصميم الداخلي التي يمكنك العمل فيها بعد تخرجك، كما أننا سنوضح لك سلبيات وإيجابيات العمل في هذا المجال.
ما هو التصميم الداخلي؟
هو العلم الذي يكمن دوره في تصميم المساحات والديكورات الداخلية للمنشأة أيًا كانت نوعها منزل أو شركة أو متجر سواء كانت قديمة أو جديدة، هو المسؤول في تحديد ملامح المكان الداخلية بجميع تفاصيلها، ولكن هذا التصميم قد تتحكم فيه بعض العوامل ومنها
- طبيعة المبنى والهدف منه.
- ذوق صاحب المكان (العميل).
- الميزانية المحددة لديكور المكان.
- التطورات التي يشهدها التصميم الداخلي.
- المدرسة التي يتبعها مهندس الديكور أو الشركة.
ومن الأمور التي قد تزيد من خبرة وقوة مهندس الديكور وتميزه في مجاله هو معرفته بالهندسة المعمارية، التي تمنحه نظرة كلية عن التغييرات الهيكليّة التي يمكن أن تصيب المبنى، فيسرع إلى تجنبها من خلال وضع حلول لها.
تطور التصميم الداخلي
مجال التصميم الداخلي مثله مثل جميع مجالات الحياة التي لحقت بالتطور، حيث وجد في بداية القرن ٢١ ونهاية القرن ٢٠ العديد من التحديثات في مجالات التصميم الداخلي، قد أرجع المختصون سبب هذا التطور إلى وجود تغيير في أساليب الحياة الاجتماعية القديمة وإختفاء بعض منها.
ومن الجدير بالذكر أن التصميم الداخلي في كل عصر يكون مرتبط ارتباط وثيق بأسلوب الحياة الديني والفكري والاقتصادي، والذي يطلق عليه اسم طراز، والذي يميز الحقبة الزمنية الذي يمر بها، وقد اختلف اسم هذا الطراز على حسب كل مرحلة على حسب مجموعة من العوامل وهي:
- العوامل الثقافية والفكرية، على سبيل المثال التيارات والطرز.
- العوامل التكنولوجية الصناعية والعلمية.
- العوامل الاقتصادية وأثرها على التطور التكنولوجي.
- العوامل الاجتماعية، والتغيرات المرتبطة بالفكر الإنساني.
- عمليـة التصنيع العالمي حديثاً.
مجالات التصميم الداخلي
من المميزات التي يتمتع بها مهندسو الديكور هي وجود تنوع في مجالات التصميم الداخلي مما ساهم في وجود الكثير من الفرص والأماكن التي يمكن العمل بها، حيث يتمكن المصمم الداخلي من العمل في شركات الهندسة المعمارية أو مصانع ومتاجر الأثاث ومن مجالات التصميم الداخلي الآتي:
التصميم الداخلي السكني
هو النوع الذي من شأنه تصميم الفضاء الداخلي للمجمعات والمباني السكنية مثل العمارات والفلل، وهو أكثرها شيوعًا.
التصميم الداخلي العام (غير السكني)
هو النوع المسؤول عن التصميم الداخلي للمؤسسات الحكومية، والمنشآت التجارية، والمباني الدينية، بالإضافة إلى الأبنية الصناعية، وللعلم أن التصميم الداخلي لكل نوع مما سبق يختلف اختلاف تام عن الآخر.
التصميم الداخلي الخاص
هو التصميم الذي يشمل العديد من المجالات والتخصصات ومنها على سبيل المثال المعارض بمختلف أنواعها مثل الديكور التلفزيوني والمسرحي والاعلان والجرافيك وتصميم السفن، بجانب هذه المجالات يوجد العديد من التخصصات المختلفة مثل تصميم المباني التاريخية ومنها المتاحف، مع العلم أن مجالات التصميم الداخلي قد تتداخل في كثيرًا من الأحيان.
مجالات التصميم الداخلي لعمل للخريجين
عندما يتخرج طلاب التصميم الداخلي كل ما يشغل بالهم هو الالتحاق بوظيفة تناسبهم، ولكن نتيجة تعدد مجالات التصميم الداخلي سهل عليهم الأمر ومن هذه الوظائف:
العمل الحر
هذا النوع من العمل لا يحتاج منك التواجد في شركة أو مصنع لأن العمل هنا يكون خاص بك وحدك، من الوظائف الأكثر طلبًا على منصات العمل الحر، لذا يعتبر العمل الحر فرصة ذهبية لمهندس الديكور إذا أحسن اقتناصها، حيث يمكنه التسويق لمهاراته على الإنترنت، من أجل المزيد من العملاء، لكن يجب الحرص على تطوير مهاراتك لأن المنافسة في هذا المجال شديدة.
مجال التدريس
حيث يمكنك العمل في أماكن التعليم مثل المعاهد والكورسات، إن كنت ملم بجميع المعلومات الثقافية المتعلقة بالتصميم الداخلي، كما يمكنك تقديم هذه الكورسات أونلاين لتعليم التصميم الداخلي من خلال منصات التعليم عن بعد التي انتشرت بكثرة في الآونة الأخيرة.
العمل في ديكورات المطابخ والأثاث
حيث يمكن العمل في محلات ومصانع تصميم الأثاث فهذا العمل يعطي خبرة كبيرة لمهندس الديكور في مجاله، أما العمل في مجال ديكور المطابخ يحتاج منك حسن الاستماع إلى رغبات العملاء مع الدقة في حساب المساحات، لأن أغلب الأشخاص يعانون من المطابخ الضيقة مما يجعلهم يلجأون إليك لحل هذه المشكلة.
شركات الهندسة المعمارية وشركات الديكور
تساعد دراسة التصميم الداخلي طلابه على تصميم أي فضاء داخلي سواء مطاعم أو مكاتب أو وحدات سكنية أو فنادق على أرض الواقع بحيث تتماشى مع طلبات العميل وعلى حسب المساحة المتوفرة، مع الدقة في اختيار الألوان، والحرص على وضع اللمسات الإبداعية التي تميز المكان عن غيره وأخيرًا تسليم المشروع في الوقت المحدد.
وظائف أخري
مجالات التصميم الداخلي أيضًا منها؛ مصمم الإضاءة، العمل في تصميم الإعلانات، أو في شركات التعهدات، متخصص في تنظيم الأثاث، العمل في الاستديوهات والمكاتب الخاصة وفي المجالات.
أقسام التصميم الداخلي
يعد التصميم الداخلي من أحد التخصصات الموجودة في كليات الفنون الجميلة والتصميم كما أنه يعتبر أهمها، ويتضمن هذا التخصص دراسة تخطيط المساحات، ومن أهم أقسامه:
- تصميم الأثاث.
- أساليب الإظهار والإخراج.
- التصميم بالحاسب.
- التصميم الداخلي وتاريخ العمارة.
- تصميم الأثاث المتخصص.
- النسيج والمفروشات.
عناصر التصميم الداخلي
كما ذكرنا سابقًا مدى أهمية الجمع بين الهندسة المعمارية والتصميم الداخلي، حتى تكون المحصلة النهائية مكونة من تجانس بين المكان من حيث الإنشاء والديكور، أما من أهم عناصر التصميم الداخلي هي:
السقف
قد يقع المصمم سواء المحترف أو المبتدئ في أخطاء مؤلمة ومنها تجاهل تصميم السقف مهملًا مدى أهميته، والتي تكمن في شغله حيز كبير من المبنى، على الرغم أن المصمم يمكنه استغلال السقف حتى يبرز الإمكانيات التي يمتلكها من خلال تعيين ارتفاع جيد له مع ألوان هادئة مناسبة للراحة النفسية.
الأرضية
في التصميم الداخلي يوجد نوعان من الأرضية، أحدهما جزء أساسي من المنشأة أثناء بنائها، بينما النوع الثاني هو الأرضية النهائية التي تضاف كلمسة نهائية في الديكور، وفي بعض الأحيان قد يأخذ مهندس الديكور رأي المهندس المعماري لتحديد نوع الأرضية، وأحيان أخرى يرى أن تحديدها يمكن أن يتم لاحقًا.
الجدران
تعتبر من أهم مقومات التصميم الداخلي في حين استغلالها بالشكل الصحيح، ففي عام ١٩٦٠ تم الاعتماد على الجدار الخرساني بصورته الطبيعية دون تغيير في بعض المنشآت عند تشييدها، ولكن هناك الكثير من المباني تكون جدرانها مغطاة بورق الحائط أو الطلاء مما يحجب جمالها.
ومن أشهر أنواع الجدران الجميلة والمعروفة بزيادة الطلب عليها هي جدران القرميد الداخلية، ويرى أغلب مهندسي الديكور أن وضع اللوحات على الجدران من الخطوات التجميلية اللازمة لتزيين الحائط.
المهارات التي يجب توافرها في مهندس الديكور
لكي تصبح ناجح في مجالك يجب أن يتوفر بك العديد من السمات على المستوى الشخصي والعملي والعلمي؛ على المستوى العلمي ليس بالضرورة أن تكون حاصل على معدلات مرتفعة في الثانوية، لأن طلاب الأدبي والفندقي والصحي يمكنهم دراسة التصميم الداخلي، بينما على المستوى الشخصي يجب أن تتميز بالتالي:
- مهارة حسن الاستماع.
- حب مجال الديكور وميلك للتطور.
- القدرة على الإقناع.
- الإلتزام بالمواعيد والعمل بجد.
- القدرة على المحاورة مع الآخرين.
- التحلي بالصبر.
- أن يكون لديك ملكة الإبداع.
سلبيات العمل في مجالات التصميم الداخلي
على الرغم من تعدد مجالات التصميم الداخلي إلا أنها ليست وظيفة سهلة على الإطلاق كما يعتقد البعض، فهو مجال كثير الربح في مقابل الكثير من التعب ومن أشهر السلبيات:
- في بعض الأحيان قد تدخل في نقاشات طويلة سواء مع العميل أو مع العمال.
- في بعض الأحيان قد تضطر إلى السفر لمسافات لزيارة مشاريع قيد الإنشاء.
- بجانب ذلك قد تواجه الكثير من الضغوطات بسبب المنافسة الشديدة في سوق العمل.
- السهر والعمل لوقت متأخر حتى تتمكن من تسليم المشاريع في الوقت المتفق عليه مع العميل.
- الاضطرار إلى تنفيذ تصميم غير راضي عنه بسبب رغبة العميل الملحة.
- طلبات الأقارب إلى تصاميم قد تأخذ منك مجهود بدون أي مقابل.
- يحتاج الخريجون إلى الكثير من الكورسات والتدريبات، حتى يتمكنوا من الانخراط في المجال.
- ضرورة التركيز والانتباه أثناء العمل وبالأخص على التفاصيل البسيطة.
- ارتباط إنتاجك وقدراتك الإبداعية بالحالة المزاجية والنفسية.
إيجابيات العمل في التصميم الداخلي
على الرغم من تعدد سلبيات هذا العمل من جهد وتعب إلا أنه يأتي بثمار جيدة في حين إلمامك بكل ما هو جديد وعصري يتناسب مع مختلف الأذواق، ومن أهم إيجابيات هذا العمل:
- قدرتك على تصميم منزلك على ذوقك الخاص دون الاعتماد على الآخرين.
- القدرة على الجمع بين العمل الحر والعمل تبع المؤسسات.
- مساعدة الأقارب في اختيار التصاميم المناسبة لمنزلهم.
- الحصول على مراتب جيدة للغاية تتناسب طرديًا مع قدراتك ومهاراتك.
في نهاية موضوعنا اليوم يجب إدراك أن العمل في مجالات التصميم الداخلي لا يتوقف على الموهبة التي تملكها فقط، بل تحتاج إلى امتلاك قدر ضخم من المعلومات سواء في الديكور أو العمارة، كما تحتاج إلى المثابرة في التعلم وتطوير مهاراتك، حتى تتمكن من تكوين خبرة تساعدك في تلبية متطلبات سوق العمل على المستوى العالمي والدولي.