تكمن أهمية التصميم الداخلي في قدرته على إحداث تغيير واضح وجميل باستخدام لمسات مبدعة مبتكرة تعكس إطلالة ساحرة وانطباع مريح وجذاب عن المكان بمجرد دخوله، وذلك باستخدام أحدث الإمكانيات المتوفرة بأفضل طريقة، ولتحقيق هذا الهدف المنشود يعتمد التصميم على العديد من العوامل والأسس الهامة، والتي تنصهر في بوتقة واحدة فينتج عنها لوحة فريدة ساحرة.
أهمية التصميم الداخلي (Interior Design)
لتحديد تصميم معين والعمل على تنفيذه بدقة كبيرة العديد من المزايا التي تعود على المكان وصاحبه، نذكر منها:
البعد الحضاري والتاريخي
انعكاس لثقافة المجتمع وملامحه التاريخية في الكثير من أنماط التصميم، والتي ظلت قائمة لسنوات وعصور طويلة لتخلد مظاهر تلك الحضارات القديمة مثل النمط الفيكتوري، والنمط الإنجليزي، فهو بمثابة حفظ للهوية الثقافية والحضارية والتاريخية في فن المعمار والتصميم الداخلي، والتي تظهر جلية في نوع وشكل الأثاث المستخدم، و تنسيق الألوان السائدة في عصر معين، ووسائل الإضاءة وأشكال التنجيد الشائعة.
سهولة تأسيس المكان
الاطمئنان والثقة في استغلال كافة فراغات المكان وأركانه بأفضل صورة ممكنة، خاصةً مع صعوبة التعديل أو التحسين في المراحل المتقدمة، حيث يتيح التغلب على كافة الصعوبات التي قد تواجه عملية تأسيس مبنى معين، من حيث المساحة وأبعاد المكان وعدم مناسبة ذلك مع قطع الأثاث والتجهيزات المفترض وجودها فيه، وتسهل تقنية 3D في التصميم الداخلي هذه العملية لحد كبير.
الإبداع والابتكار
الإلمام بالتفاصيل الصغيرة المتعلقة بتنظيم المكان وتنسيقه بخطوات إبداعية مميزة تُضفي على المكان تميزًا ملحوظًا، و وذوق رفيع يصاحب المكان لفترات طويلة دون ملل أو انزعاج، مما يجعل من المكان بيئة مناسبة ومفضلة سواء للإقامة والسكن، أو العمل والإنتاج.
التخطيط والتنظيم
تنظيم الخطوات التي سيمر بها المكان للوصول إلى المستوى المطلوب، بدايةً من استلام المكان ودراسة أبعاده، وحتى متابعة العاملين والإشراف عليهم، ووصولًا إلى استلام المكان بالمعايير المطلوبة والمُرضية، وإتاحة العديد من البدائل المناسبة للمواد المستخدمة أو أفكار التنسيق لأي مرحلة من مراحل التصميم، مما يوفر الكثير من الوقت والجهد والأموال.
الحد من الخسائر المادية
تجنب إهدار كميات كبيرة من المواد الخام والمعدات المستخدمة في تشطيب وتكوين المكان، حيث يضع تصور مبدئي كامل ومدروس عن كافة الاختيارات والاحتياجات قبل الشراء، واختيار المناسب منها للتكلفة المحددة لإتمام التصميم.
التناسق والملائمة
يعتبر التنسيق المبتكر للقطع المكونة للتصميم مع اختيار الملائم منها من أبرز الجوانب التي تظهر بها أهمية التصميم الداخلي، مما يمنع الشعور بالعشوائية والفوضى بالمكان، بل يغلف المكان بقدر من الرفاهية والأناقة المحببة إلى النفس.
إضافة طابع خاص للمكان
التفرد والتميز الذي يعكسه التصميم المُختار بعناية، والذي يعكس اللمسات الشخصية المميزة لصاحب التصميم، و ثقافته، ومستواه المادي، مع إمكانية الاطلاع على تصور ثلاثي الأبعاد وهمي للمكان وتصميمه للوقوف على أوجه القصور به، والتعديلات المطلوبة، والتأثيرات المناسبة قبل البدء في عملية التنفيذ.
البُعد الصحي والسلوكي للتصميم الداخلي
للتصميم الداخلى جانب صحي وسلوكي هام لا يجب إغفاله، حيث تؤثر اختيارات بعض الجوانب على صحة المقيمين في المكان وسلوكياتهم، فمثلًا اختيار قطع الإضاءة وتوزيعها من أهم اختصاصات مصمم الداخلي، والتي تؤثر بشكل كبير على النظر إذا ما تمت بطريقة خاطئة، كما إن اختيار حجم النوافذ واتجاهها وتوزيعها من أكثر الجوانب التي تظهر بها أهمية التصميم الداخلي، وكذلك حفظ وسلامة المبنى وتشطيباته الداخلية.
ما المقصود بالتصميم الداخلي؟
التصميم الداخلي هو فن الاستغلال الأمثل للمساحات والامكانيات المتاحة، وتوظيفها بهدف الحصول على مكان مثالي جماليًا وعمليًا ونفسيًا، ويقوم هذا التصميم على أُسس علمية دقيقة تتضافر للوصول إلى الهدف المنشود، فالتصميم الداخلي هو اندماج مبدع بين الجوانب المادية والتعبيرات الحسية، بخطوات عملية وفنية تنتج لحنًا متناغمًا يملأ الفراغ بالمكان ويبعث على الراحة والهدوء.
لكل مكان التصميم المناسب له، بل كل جزء من أجزاء المكان الواحد قد تتطلب تصميمًا مختلفًا، حيث يختلف التصميم المناسب والطراز المستخدم في غرفة المعيشة عن تصميم المطبخ في نفس المنزل الذي يتخذ لغرف النوم نمط مغاير تمامًا، كما يمكن المزج بين أكثر من نمط من أنماط التصميم الداخلي بتنسيق ودقة، على أن يتم ذلك بنوع من الوعي والإبداع حتى لا يأتي الأمر بنتائج عكسية تشوه المكان وتكسر الطابع المميز للتصميم.
مهام المصمم الداخلي
يعتمد الحصول على تصميم داخلي مميز وجذاب على توفر عنصر الخبرة والدقة والإبداع لدى المصمم، والذي يجب أن يتمتع بوعي وحس مرهف بالألوان والتنسيق واللمسات الديكورية التي تجعل من المكان تحفة فنية تعكس أفكار وشخصية صاحبه، وتتماشى مع الغرض من المكان سواء للإقامة أو العمل، وكذلك الميزانية المالية المخصصة لذلك التصميم.
دراسة الفراغ والمساحة
وظيفة المصمم الداخلي ليست فقط إضافة لمسات ديكورية للمكان وتنظيمه بشكل جميل، بل تمتد لتشمل دراسة كل الفراغات الموجودة دراسة متأنية وتوظيفها بطريقة مناسبة مع طبيعة النشاط والحركة السائدة به، كما أنه يقوم بالتأكد من ملائمة المواد المستخدمة في صناعة وتشطيب المكان بالكيفية والجودة المناسبة.
تنسيق الأثاث والديكور
من وظائفه أيضًا التوزيع الأمثل لقطع الأثاث ومكونات التصميم في المساحة المتاحة بحيث تجمع بين الأمان والعملية والإبداع في نفس الوقت، كما يُوكل إليه مهام اختيار شكل السقف الملائم لأبعاد المكان وتوزيع وحدات الإضاءة بشكل صحيح عمليًا وديكوريًا، فمصطلح المصمم الداخلي أشمل وأوسع من مصطلح مهندس الديكور والذي يخلط بينهم الكثيرين.
الخطوط المحددة لنوع التصميم المناسب
من أهم الجوانب التي يجب أخذها بعين الاعتبار عند البدء في التخطيط لوضع تصميم داخلي لمكان معين، اختيار نمط من أنماط التصميم الداخلى الشهيرة مثل الطراز الحديث، أو الطراز القوطي أو الطراز الكلاسيكي في التصميم الداخلي، وتوظيفه بحسب ما يفضله صاحب التصميم ومناسبة ذلك التصميم مع المكان ومساحته، والغرض من هذا المكان، حيث تختلف تفاصيل التصميم في المنازل عن التصميم الخاص بفندق مثلًا أو مطعم.
كما يجب أن تراعى التكلفة المالية للتصميم مع الميزانية المرصودة لهذا العمل، وهنا تظهر أهمية التصميم الداخلي في الاختيار بين العديد من الخامات والمواد المتاحة بأفضل سعر وجودة.
الأسس التي يُبنى عليها التصميم الداخلي
من الخطوط العريضة المكونة لكل تصميم والتي تمثل عامل حيرة عند تأسيس مكان معين، ليكون اللجوء للتصميم الداخلي هو الحل الأمثل لاختيار المناسب في كل منها، وتتجلى فيها أهمية التصميم الداخلي بشكل كبير، نذكر منها:
الألوان في التصميم الداخلي
أهم عناصر التصميم الداخلي وأبرزها، حيث يمثل استخدام الألوان المختلفة ودرجاتها ومشتقاتها بطريقة مناسبة ومتناسقة أول ما يلفت الانتباه في المكان، لذا يجب أن يكون المصمم الداخلي على دراية تامة بكل ما يتعلق بالألوان وانعكاساتها، والمناسب منها للطراز المستخدم في المكان، وكذلك السائد في هذا الوقت، مع إضافة لمسة جمالية مبدعة.
الأثاث
لكل نمط من أنماط التصميم المختلفة طراز معين من الأثاث يتم اختياره على أساس الخامات المصنع منها والنقوش والزخارف المزين بها، وحجمه والأقمشة المستخدمة في تنجيده، بالإضافة إلى طريقة توزيعه في الفراغ المتاح، بطريقة تتماشى مع الذوق العام بالمكان دون الشعور بالفوضى أو الانزعاج.
أهمية الإضاءة في التصميم الداخلي
تتكامل عدد من وحدات الإضاءة في المكان للحصول على مكان مريح وهاديء، والتي تتواجد في صورة ثريات فخمة تتدلى من السقف، و وحدات ديكورية معلقة على الحائط أو الطاولات، بالإضافة إلى دور الإضاءة الطبيعية الدافئة المنبعثة من النوافذ والشرفات، وترجع أهمية التصميم الداخلي هنا في اختيار المناسب منها لمساحة المكان وأبعاده، وكيفية توزيعها بشكل جمالي وعملي بأفضل صورة ممكنة.
الزخارف والنقوش
تختلف شكل النقوش المستخدمة وكثافتها ولونها من نمط إلى آخر، حيث يتميز أحد أنماط التصميم بنقوشه البارزة الكثيرة والمنتشرة بشكل كبير مثل النمط الكلاسيكي والفيكتوري مثلًا، بينما تمتاز بعض الأنماط الأخرى بالرسوم الخفيفة والصغيرة إل حدٕ ما مثل الطراز القوطي والحديث مثلًا، لذلك فإن النقوش في المفروشات وقطع الأثاث وحتى وحدات الإضاءة والأرضيات، لذا فهي من أهم ما يُبرز أهمية التصميم الداخلي لاختيار المناسب منها في كل مكان.
أنماط التصميم الداخلي المختلفة
على مر العصور ظهرت العديد من الأنماط التي ظهرت بها أهمية التصميم الداخلي، والتي اختلفت بشكل كبير من حيث العوامل الأساسية المكونة للتصميم مثل اختيار الألوان، والأثاث والمفروشات، والخامات المستخدمة في الأرضيات والجدران والسقف، ومن أشهر هذه الأنماط:
الطراز الكلاسيكي
على الرغم من قدم هذا الطراز وتاريخه الممتد لعصور طويلة، إلا أنه من أبرز وأشهر أنماط التصميم الداخلي، حيث ظل محتفظًا ببريقه و رقيه دون تراجع، وما زال هو الاختيار الأول للكثيرين حول العالم، وذلك لما يتمتع به من فخامة الشكل وجمال التنسيق القائم على فكرة التماثل، وتميز الألوان الهادئة الطبيعية، إلى جانب جودة الخامات المستخدمة وكثرة الزخارف والنقوش المستخدمة.
الطراز القوطي
يعكس هذا الطراز من التصميم الداخلي ذو الطابع المميز عراقة حقبة تاريخية عظيمة، حيث يرتكز على شكل القبة المرتفعة والجدران المصنوعة من الحجر بألوانها الداكنة ونوافذها العالية والضخمة، فهو تصميم يجعل من المكان قلعة حصينة من قلاع العصور القديمة بكافة تفاصيلها.
الطراز الفيكتوري
هو طراز القصور الملكية الفخمة يعود تاريخه لحكم الملكة فيكتوريا ببريطانيا، لمسة ساخرة من الرقي والرفاهية، مزيج من الترف والحميمية والأناقة، فلا يتردد الكثيرين في اختيار ذلك النمط الرائع في تصميم منازلهم وأماكن عملهم، لما يمتاز به من دمج لحضارات الشرق وثقافته، وبين الخطوط والأسس التي بنيت عليها الأنماط الأخرى من التصميم، في هذا التصميم نجد الألوان الناعمة الحيادية والأثاث الراقي الضخم المرصع بالأحجار الكريمة القيمة، والمساحات المفتوحة الواسعة مع المفروشات المزينة بالكثير من النقوش والزخارف الذهبية الأنيقة.
الطراز الإنجليزي
يعتمد هذا النوع من التصميم الداخلي على البساطة والعملية الممزوجة بلمسات من الأناقة والرقي، كما استمد بعض الخطوط الجميلة من أنماط التصميم الأخرى التي انتشرت في العصور المعاصرة والسابقة له، تُظهر في هذا النمط من التصميم ارستقراطية وأناقة الشخصية الإنجليزية المشهور بها، يعكس على المكان دفء وحيوية الريف وعملية وحداثة الحاضر ممزوجة بعبق الماضي وعراقته.
الطراز الحديث
العصرية والعملية في اختيار الألوان الصريحة وتنسيق الأثاث والمرونة في التصميم والعملية في التنفيذ هو ما جعل هذا النمط من التصميم الداخلي واحدًا من أكثر الأنماط اختيارًا في وقتنا الحالي، حيث يواكب تطورات العصر الحديث وإيقاعها السريع، مع استغلال المساحات الضيقة بشكل ممتاز، والذي يمكن إضافة بعض اللمسات الديكورية الصغيرة عليه من الأنماط الأخرى لمزيد من التفرد والجاذبية.
في النهاية، فإن التصميم الداخلي هو مرحلة بالغة الأهمية عند تأسيس أي بناء أو مكان مهما كان الغرض منه، بالمقارنة بالمميزات العديدة السابقة، فإن تكلفة اللجوء إلى مصمم لا تذكر بالنسبة إلى أهمية التصميم الداخلي الكبيرة والمؤثرة بشكل واضح في العديد من جوانب التأسيس للحصول على مكان عملي مريح، آمن وجذاب.