إن معرفتك بالفرق بين الهندسة المعمارية والتصميم الداخلي من أهم الخطوات التي سوف تساعدك حتمًا في تحديد معايير تصميم الديكور الخاص بمنزلك، بغض النظر عن أن كل منهما يكون له وظيفة مختلفة عن الآخر، إلا أنهم من العلوم التي تكمل بعضها البعض، فالعمارة أو الهندسة المعمارية واحدة من أهم وأقدم العلوم حيث أنها كانت أحد الأجزاء الأساسية بكافة الحضارات الإنسانية، بينما يعرف التصميم الداخلي بأنه واحد من التخصصات التي تجمع بين علم الهندسة والإبداع والفن، من الممكن أن يختلط عليك الأمر وتعتقد بأنهم علم واحد إلا أنه في الحقيقة يكون هناك اختلافات جوهرية بينهما.
الفرق بين الهندسة المعمارية والتصميم الداخلي
في الغالب يعتمد كل من الهندسة المعمارية والتصميم الداخلي على الأسس والمعايير التصميمية نفسها، والتي منها الاهتمام بتجربة العميل من حيث الجانب الجمالي والراحة الفعالية، مع ذلك فنحن لن نتمكن من الجزم بالأفضل منهما لك، فهذا القرار يرجع إليك ولذلك يجب أن تدرك الفرق بين هندسة العمارة والتصميم الداخلي من خلال التعريف بهما كالتالي:
الهندسة المعمارية
تعرف الهندسة المعمارية بأنها علم وفن يتضمن تصميم وتشييد المنشآت، بهدف تغطية الاحتياجات الإنسانية سواء كانت معنوية أم مادية، ويتم ذلك عن طريق استعمال مختلف الأساليب الإنشائية والمواد المستخدمة للبناء، وهناك أكثر من مجال مرتبط بهندسة العمارة، مثل: الرياضيات بفروعها، التاريخ بأنواعه، علم النفس، علوم التكنولوجيا، علم الفلسفة، وحتى علم القانون والإدارة، حيث يحتاج المهندس المعماري إلى فهم كافة تلك المجالات حتى يتمكن من فهم كل ما يتعلق بالإنسان سواء كانت حياته، أم أفكاره، أم تاريخه، أم العوامل الأخرى التي تؤثر إما بالسلب أو الإيجاب على حالته النفسية، مما يمكنه من تشييد مباني يتمكن البشر من التكيف معها والعيش بها.
يمكن القول بأن مصطلح هندسة العمارة هو من المصطلحات العامة التي تقوم بوصف المنشآت المالية والأبنية، كما أنه يكون طريقة للتشييد وأسلوب للتصميم، ويشتمل مصطلح العمارة على مجالات أخرى، منها: معمارية البرمجيات، معمارية الحاسوب وهما يكونان فرعان من علم تكنولوجيا المعلومات.
هناك تعريف آخر للهندسة المعمارية وهو إنشاء الفراغات والحجوم التي تكون مخصصة للنشاطات الاجتماعية والبشرية بشكل تام، ومن خلال سماتها يمكنك أن تلاحظ الإنجازات من حيث الحضارات والتقنيات، والتطلعات الجمالية التي تمنحها للمجتمع خلال فترة زمنية محددة داخل أحد البيئات.
يتمكن دارسي الهندسة المعمارية من دراسة المواد الدراسية التالية:
- أسس الإنشاء.
- تاريخ فنون هندسة العمارة.
- برامج الحاسب الآلي.
- المساحة.
- الرسم المعماري.
- نظريات العمارة.
- الصوتيات والإضاءة.
هناك أكثر من مجال يمكن العمل به عند دراسة الهندسة المعمارية، مثل: المقاولات، المكاتب الهندسية للاستشارات، شركات البناء، تصميم المشاريع وتنسيقها وإدارتها، والتصميم المعماري.
التصميم الداخلي
عند التفرقة بين الهندسة المعمارية والتصميم الداخلي يمكننا تعريف التصميم الداخلي بأنه فن هندسي يستخدم في إظهار الجوانب الجمالية بالفراغ الداخلي للأماكن، بحيث تظهر بشكل أكثر جاذبية وجمالًا وتناسبًا مع هندسة العمارة، يكون الهدف من تزيين الفراغ الداخلي هو إعطاء المكان شعور مختلف، يشمل التصميم الداخلي اختيار طلاء الجدران وتطبيقه، ورق الحائط، الأسقف، تجهيز الأرضيات، اختيار قطع الأثاث، تحضير التجهيزات المتنوعة كالإضاءة، خلق حيز حركي ملائم، مثلما يتم تخصيص المساحات والفراغات، كوضع السجاد، المفروشات، المنحوتات، واللوحات الفنية.
في الغالب يكون التصميم الداخلي واحد من المجالات التي تدرس بمجال العمارة الداخلية، وفي بعض الأوقات قد يتبادل كل من صاحب المكان والمهندس الدور لانتقاء وعرض العناصر التي سوف توضع داخل الفراغ الداخلي، كأعمال الزخرفة، قطع الأثاث، الملحقات الأخرى، التصاميم الداخلية للمنزل، وحجرة التصميم، يذكر أن التنسيق وخلق الجوانب الجمالية بالمنزل يكون له علاقة بالتلاعب المعماري بداخل الفراغ.
يعرف التصميم الداخلي أيضًا بتخطيط الفراغات الداخلية وتصميمها، بمعنى شموليته لكل ما يكون بداخل المباني، والتي تهدف إلى سلامة المبنى في الأخير، يتكون التصميم الداخلي من جوانب تخطيطية وأخرى تقنية، بالإضافة إلى اهتمامه بالجانب الإبداعي والفني بحيث يشمل الديكور وكافة ما يتعلق به من تقنيات وعناصر.
يتم دراسة مجموعة من المواد بداخل قسم التصميم الداخلي، وهي:
- تقنية الخامات.
- تصميم قطع الأثاث.
- الرسم المعماري.
- الألوان.
- مهارات الاتصال.
- برامج الحاسب الآلي.
- الصوتيات والإضاءة.
يمكن لدارسي التصميم الداخلي العمل في تصميم المباني التجارية، أو المنشآت التعليمية، المباني السكنية، المنشآت الصحية من الداخل، تصميم القاعات المستخدمة للحفلات وغيرها.
أهم نقاط الاختلاف بين الهندسة المعمارية والتصميم الداخلي
هناك مجموعة من النقاط التي تبرز المفهوم الخاص بكل من هندسة العمارة والتصميم الداخلي والتي سوف تساعدك في فهم وإدراك كل منهما بشكل أكبر، وهي:
- يقوم التصميم الداخلي على الدراسة المتعمقة للمواد والعناصر المستخدمة في تصميم الأماكن من الجانب الفني.
- تعتمد الهندسة المعمارية على دراسة المواد المستخدمة في بناء وإنشاء الأبنية والمنشآت بشكل مكثف.
- تعتمد هندسة العمارة على إنشاء المباني من البداية، أو تعديل مبنى ما، بينما التصميم الداخلي يعتمد على التحكم بالفراغ الداخلي للمباني التي قد سبق وتم تحديدها من قبل المهندس المعماري.
- يتمكن المهندس المعماري من أداء وظيفة المصمم الداخلي، والعكس غير صحيح.
وظيفة المهندس المعماري
بعد معرفة نقاط الاختلاف من المهم أن تكون على دراية بوظيفة المهندس المعماري، حيث أنه يكون مسئول عن مجموعة من النقاط المتنوعة، وهي:
- العمل على تحليل أهداف واحتياجات العملاء.
- البحث عن إدراك التصميم الداخلي ومعرفته.
- التصور المبدئي للفكرة التي سوف تبرز الجانب الجمالي والوظيفي للمكان مع مناسبتها للأسس القياسية.
- تحضير كافة العقود الخاصة بالعملاء.
- العمل على تطوير التصميم بحيث يصل إلى تصميم نهائي يمكن تقديمه، وذلك عن طريق أساليب العرض المناسبة.
- تجهيز الرسومات والمواصفات الخاصة بالعمل، مواد البناء، التفاصيل المتنوعة، التشطيبات، الثوابت، قطع الأثاث، والمعدات، مع ضرورة مطابقتها للأدلة والمعايير العلمية والمواصفات.
- مراجعة التصميم ومن ثم تقييمه أثناء التنفيذ وأيضًا بعد تجهيزه والانتهاء من بناء المشروع.
- تحضير التراخيص الفنية لكل من المجال الكهربائي، والمجال الميكانيكي، مع التعاون الفعال برفقة قطاع خدمات محترف.
وظيفة المصمم الداخلي
تختلف وظيفة المصمم الداخلي قليلًا عن وظيفة المهندس المعماري، حيث تتمثل في تصميم المنزل بالكامل من الداخل وذلك يشمل كل الغرف التي يحتوي عليها المنزل، بالإضافة إلى اختيار الإضاءة، الأرضيات، قطع الأثاث، الأجهزة، المفروشات، ألوان الطلاء، المواد الداخلية، ورق الحائط، ويجب أن يكون على قدر عالي من الاحترافية والإبداع والذكاء، وذلك حتى يتمكن من خلق أجواء مريحة وإبراز جوانب جمالية بداخل منزلك وبالتالي إحساسك بالرضا عن المكان الذي سوف تعيش به.
أوجه الشبه بين وظيفة المهندس المعماري ووظيفة المصمم الداخلي
بالرغم من الاختلاف بين الهندسة المعمارية والتصميم الداخلي الواضح، إلا أنه قد يكون هناك بعض من أوجه الشبه بين وظيفة كل من المهندس المعماري والمصمم الداخلي، والتي تتمثل فيما يلي:
- كل منهما يكون على قدر عالي من الاحترافية التي تمكنه من إيجاد حلول لمشكلات تصميم المساحات الفارغة.
- يمكن القول بأن هندسة العمارة والتصميم الداخلي يعتبران فن ومجال علمي بحت.
- سواء كان مهندس معماري أم مصمم داخلي كلاهما مبدع ويتمتع بالحس الفني العالي.
- التمتع بالمهارات المتنوعة لكل منهما.
- إدراك وفهم أكثر من جانب فني وتقني.
- الاطلاع المستمر على التقنيات والأخبار الحديثة في مجال كل منهما.
الخاتمة
بالرغم من الفروق الواضحة لكل من الهندسة المعمارية والتصميم الداخلي إلا أنهم يكونا من المجالات العلمية المفيدة في حياتنا اليومية، حيث أن اختيارك لديكور منزلك لن يتم بدون وظيفة المصمم الداخلي، ووظيفة المصمم الداخلي لن يكون لها أهمية بدون تخطيط المهندس المعماري وإنشائه للمباني، فتلك العمليات قد تبدو مختلفة في ظاهرها إلا أنها في باطنها تكمل بعضها البعض في النهاية لتحقيق راحتك وإشباع رغباتك المختلفة.